مشاركة مميزة

الحنين - خواطر ولحظات وعي

  ✦ الحنين ✦ الحنين شعور غريب، يجمع بين الدفء والوجع، بين ابتسامةٍ خفية ودمعةٍ تسقط بلا استئذان. هو رحلة غير مرئية إلى الماضي، إلى أماكن وأشخاص وأوقات مضت، لكنها ما زالت حية في أعماقنا، كأنها لم تغادر قط. الحنين لا يحتاج إلى دعوة، يكفي أن تمر أغنية قديمة، أو رائحة عابرة، أو صورة باهتة، ليأخذنا على جناحيه ويعيدنا إلى لحظات حسبنا أننا نسيناها. لكنه يثبت لنا في كل مرة أننا لا ننسى، بل نخبئ الذكريات في زوايا القلب، وعندما يطرقها الحنين، تعود بكامل تفاصيلها. أحياناً، يكون الحنين أشبه بزيارة صديق قديم. يجلس معنا بلا كلام، فقط يحضر، فنبتسم لوجوده، حتى وإن كان يثقل صدورنا. وأحياناً أخرى يكون كعاصفة، تقتحمنا فجأة، فتجعل قلوبنا تضطرب، وأرواحنا تهتز، وتسيل دموعنا بلا وعي. الحنين لا يرحم. يضعنا في مواجهة مع صور لم تعد موجودة، مع أشخاص غابوا، مع أزمنة لن تعود. لكنه أيضاً يعلّمنا قيمة ما عشناه. لولا الحنين، لما عرفنا كم كانت لحظاتنا الماضية ثمينة، وكم أن الماضي رغم قسوته أحياناً، كان يحمل بين طياته جمالاً لا يتكرر. حين أحنّ، أكتشف أنني لا أحنّ فقط للأشخاص، بل أحنّ لنفسي القديمة. أشتا...

حين يغيب الذكر… تضيق الحياة- خواطرولحظات وعي

 حين يغيب الذكر… تضيق الحياة


من اعرض عن ذكر الله

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ [طه:124]


هناك ضيق لا يُرى…

وغربة لا يفسّرها مكان، ولا يداويها أحد.

تشعر أن شيئًا ما يبهت داخلك… رغم أن العالم حولك لا يبدو ناقصًا.

الوجوه ذاتها، والأماكن كما كانت…

لكنك مختلف. أنت تائه دون أن تخطو خطوة واحدة.


تسأل نفسك: لماذا هذا الشعور؟

لماذا لم تعد الأشياء تسعدني كما كانت؟

لماذا أبدو ممتلئًا من الخارج، وخاويًا تمامًا من الداخل؟


ثم تتردد الآية في داخلك كهمس الرحمة:

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾


فنستيقظ على الحقيقة التي كثيرًا ما نغفلها:

الضيق ليس دائمًا من الدنيا،

بل من انقطاع الصلة بالذي وسِعت رحمته كل شيء.


الذكر ليس مجرد ترديد كلمات…

إنه حضور قلب،

واطمئنان روح،

وبوصلة تُعيدك لنقطة التوازن.

الذكر حياة… من نسيه، مات حيًا.


نُعرض أحيانًا ونحن لا نشعر…

ننشغل، نركض، نحاول إنجاز كل شيء… وننسى أنفسنا.

ننسى أرواحنا التي تحتاج همسة “سبحان الله”، ودفء “الحمد لله”، وسكينة “لا إله إلا الله”.


ليست المعيشة الضنكى في الفقر فقط،

بل في تلك الوحدة التي لا يملأها بشر،

وفي ذلك الليل الطويل الذي لا ينام فيه القلب.


الضنك… حين لا تكون على صلة بالله،

حين تكون بعيدًا عن المصدر الحقيقي للنور.


فلنعد… لا لنُسْمِعَ الله أذكارنا، بل لنُسمِع أنفسنا الحياة.


نهاية الخاطرة:


إذا ضاقت بك الدنيا، لا تبحث أولًا عن سبب خارجي…

ابحث بداخلك:

هل ما زلت قريبًا من الله؟

هل ذكرك حيٌّ في قلبك؟

هل أنت حاضرٌ معه… أم غائب عنك وعن ذاتك؟


الطمأنينة لا تُشترى… إنها تُهدى لمن يذكر

SouadWriter #



تعليقات