مشاركة مميزة

الحنين - خواطر ولحظات وعي

  ✦ الحنين ✦ الحنين شعور غريب، يجمع بين الدفء والوجع، بين ابتسامةٍ خفية ودمعةٍ تسقط بلا استئذان. هو رحلة غير مرئية إلى الماضي، إلى أماكن وأشخاص وأوقات مضت، لكنها ما زالت حية في أعماقنا، كأنها لم تغادر قط. الحنين لا يحتاج إلى دعوة، يكفي أن تمر أغنية قديمة، أو رائحة عابرة، أو صورة باهتة، ليأخذنا على جناحيه ويعيدنا إلى لحظات حسبنا أننا نسيناها. لكنه يثبت لنا في كل مرة أننا لا ننسى، بل نخبئ الذكريات في زوايا القلب، وعندما يطرقها الحنين، تعود بكامل تفاصيلها. أحياناً، يكون الحنين أشبه بزيارة صديق قديم. يجلس معنا بلا كلام، فقط يحضر، فنبتسم لوجوده، حتى وإن كان يثقل صدورنا. وأحياناً أخرى يكون كعاصفة، تقتحمنا فجأة، فتجعل قلوبنا تضطرب، وأرواحنا تهتز، وتسيل دموعنا بلا وعي. الحنين لا يرحم. يضعنا في مواجهة مع صور لم تعد موجودة، مع أشخاص غابوا، مع أزمنة لن تعود. لكنه أيضاً يعلّمنا قيمة ما عشناه. لولا الحنين، لما عرفنا كم كانت لحظاتنا الماضية ثمينة، وكم أن الماضي رغم قسوته أحياناً، كان يحمل بين طياته جمالاً لا يتكرر. حين أحنّ، أكتشف أنني لا أحنّ فقط للأشخاص، بل أحنّ لنفسي القديمة. أشتا...

لم تكن تشبهيني - خواطر ولحظات وعي

 

لم تكن تشبهني
لم تكن تشبهني

لم تكن تشبهيني 

لم نكن بعيدتين يا صديقتي...
كنّا نضحك، نتحدّث، ونتقاسم تفاصيل الحياة الصغيرة،
خمسة عشر عامًا من الحكايات،
ظننتُ خلالها أن قلبي كان واضحًا لكِ، كما كنتِ واضحة لي.

لكن يبدو أنني كنتُ أراك بعين المحبة،
وأنتِ كنتِ تنظرين إليّ بعينٍ لا تُشبهني.

ما ظننته صمتًا يفيض بالحزن... ظننتِه تجاهلًا.
وما حسبته مسامحة... اعتبرتهِ ضعفًا.
وما أخفيته عنكِ خوفًا على ما بيننا... ظننتِه برودًا.

كنتُ أظن أننا نتشابه،
لكننا كنا نعيش داخل ظلالٍ مختلفة.
أنا أقرؤكِ بقلبٍ يلتَمِس الأعذار،
وأنتِ تكتبينني بريشة الشك… وربما الغيرة.

أدركت متأخرة أن بعض القلوب لا تحتمل قربًا طويلًا،
وأن من تحبك حين تراك أقلّ،
قد تنقلب عليك حين تراك في موضع تقدّم.

كنتِ تبتسمين لي… لكنكِ كنتِ تنتظرين لحظة سقوط،
وما إن خُيّل إليكِ أنني انهزمت،
حتى ظهرت حقيقتك… لا لتواسيني، بل لتنتصري عليّ.

أشدّ أوجاع الصداقة لا تأتي من خيانة،
بل من خيبة...
حين تكتشفين أن من حفظتِها في قلبك طويلًا،
لم تكن ترينكِ ندًا في المحبة، بل خصمًا في الخفاء.

أنا لا أكرهك،
لكنني تعبت من أن أُساء فهمي،
تعبت من أن أُقارن بكِ في صمت،
وأُحكم عليّ من خلف ابتسامة.

وهكذا... انتهت صداقتنا،
لا بصوت عالٍ، ولا بندم،
بل بسوء نيةٍ... انتظرت لحظة ضعف لتظهر.

SouadWriter#



تعليقات