مشاركة مميزة

الحنين - خواطر ولحظات وعي

  ✦ الحنين ✦ الحنين شعور غريب، يجمع بين الدفء والوجع، بين ابتسامةٍ خفية ودمعةٍ تسقط بلا استئذان. هو رحلة غير مرئية إلى الماضي، إلى أماكن وأشخاص وأوقات مضت، لكنها ما زالت حية في أعماقنا، كأنها لم تغادر قط. الحنين لا يحتاج إلى دعوة، يكفي أن تمر أغنية قديمة، أو رائحة عابرة، أو صورة باهتة، ليأخذنا على جناحيه ويعيدنا إلى لحظات حسبنا أننا نسيناها. لكنه يثبت لنا في كل مرة أننا لا ننسى، بل نخبئ الذكريات في زوايا القلب، وعندما يطرقها الحنين، تعود بكامل تفاصيلها. أحياناً، يكون الحنين أشبه بزيارة صديق قديم. يجلس معنا بلا كلام، فقط يحضر، فنبتسم لوجوده، حتى وإن كان يثقل صدورنا. وأحياناً أخرى يكون كعاصفة، تقتحمنا فجأة، فتجعل قلوبنا تضطرب، وأرواحنا تهتز، وتسيل دموعنا بلا وعي. الحنين لا يرحم. يضعنا في مواجهة مع صور لم تعد موجودة، مع أشخاص غابوا، مع أزمنة لن تعود. لكنه أيضاً يعلّمنا قيمة ما عشناه. لولا الحنين، لما عرفنا كم كانت لحظاتنا الماضية ثمينة، وكم أن الماضي رغم قسوته أحياناً، كان يحمل بين طياته جمالاً لا يتكرر. حين أحنّ، أكتشف أنني لا أحنّ فقط للأشخاص، بل أحنّ لنفسي القديمة. أشتا...

أكثر من فنجان… وقلب واحد يحتار-خواطر ولحظات وعي

أكثر من فنجان… وقلب واحد يحتار

اكثر من فنجان وقلب واحد

اكثر من فنجان وقلب واحد

في المقهى، لم يكن الزحام في الطاولات فقط،
بل في العيون التي تلاحقها، وفي القلوب التي تتزاحم على تفاصيلها الصغيرة.

كانت هناك، تمسح الطاولة بابتسامة،
تضحك لزميل، وتردّ على آخر بنكتة،
وفي عينيها مراوغة طفولية…
تُشعل الغيرة وتغذي الشكّ.

الأول…
كان يدّعي الصمت،
لكن يده ترتجف كلما مرّت بقربه،
يضبط جدولها أكثر مما يضبط مواعيد الطلبات.

الثاني…
دخل متأخرًا، لكن أسرع في قراءة اللعبة،
يعرف لغة العيون، ويرى ما لا يُقال.
يكتفي بنظرات طويلة، وكأنه يحضّر مفاجأة.

أما الثالث، صديقهما،
فيغني بخفة: "أنا عمري ما كنت بغير…"
بينما الغيرة تأكل من صوته أكثر مما يعترف.

وهي؟
تعرف كل شيء.
تعرف من اشتعل قلبه، ومن بدأ يرتجف، ومن لم يعد يحتمل.
لكنها تمضي كما اعتادت…
تمزج ضحكتها مع صوت الماكينة،
وترتّب فناجين القهوة…
وكأنها لا ترى شيئًا.

لكن الحقيقة؟
كانت واضحة كالشمس في منتصف الطاولة.

SouadWriter#




تعليقات