مشاركة مميزة

قصة البحر | فجر النساء الثلاث 🌤️- خواطر ولحظات وعي

  قصة البحر | فجر النساء الثلاث 🌤️ قصة البحر | فجر النساء الثلاث 🌤️ كان البحر ساكنًا على غير عادته، كأنه ينتظر شيئًا لا يعرفه. النسيم بارد، والسماء ما زالت تمسح بقايا الليل عن وجهها، كأنها أمٌّ تُعدّ ابنها الصغير ليخرج إلى يومٍ جديد. ذلك الوقت من الفجر له خصوصية لا يشاركها أحد. لا هو ليلٌ ولا نهار، بل مساحة بين الحلم واليقظة، بين ما حدث بالأمس وما سيبدأ بعد قليل. وفي تلك المساحة تحديدًا، ظهرت ثلاث نساءٍ يمشين بخطواتٍ متقاربة، كأنهن يخشين أن يوقظن المدينة من نومها. صوت نعالهن على الممشى اختلط بخفةٍ بصوت الموج. كان المشهد بسيطًا، لكنه يحمل شيئًا من السحر. ثلاث ظلالٍ أنثويةٍ تتحرك ببطءٍ في الفجر، تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل في لقطةٍ واحدة. جلسن على المقعد الحجري المطل على البحر، تبادلْن نظراتٍ مليئةً بحنانٍ مألوف، ثم تعانقن كما لو أن كلّ واحدةٍ منهن تودّع الليلة الأخيرة من عمرها. ضحكن ضحكةً طويلة، ضحكةً صادقةً كأنها استراحة من كل تعبٍ مضى، ضحكةً تشبه تنفّس الروح بعد صبرٍ طويل. كان في جلستهن مزيج غريب من الإنجاز والحرية والمسؤولية، كأن الحياة توزّعت بينهن بعدلٍ تام....

كريم مرطب ونظره عابرة - خواطر ولحظات وعي

 

كريم مرطّب ونظرة عابره 

كريم مرطب ونظره عابرة
كريم مرطب 


بينما كنت أعود من مشوار عابر، خطر ببالي فجأة أنني بحاجة إلى كريمٍ مرطّب. شيء بسيط، لكنه في تلك اللحظة بدا كأنه أولوية. دخلت الصيدلية بخطى هادئة، أبحث عن تلك العلبة الصغيرة التي تُعيد للبشرة انتعاشها.

استقبلني الصيدلي بحماس تجاريّ واضح، وكأنه وجد فرصة العمر ليُقنع أحدهم بعرضه اليومي: "عبوتان بسعر واحدة!" قالها وكأنه يظنني سأسعد، أو ربما أتسرّع.

رمقته بنظرة خفيفة، وقلت بابتسامة حيادية: "غالبًا هذا المنتج لم يشتره أحد… أو أن تاريخه على وشك الانتهاء." كلمتي تلك أربكته، لكنه لم يتراجع. استمر في تبرير العرض، وأنا… كنت فقط أريد واحدة.

لكنني طيبة أكثر من اللازم… حين شعرت أن تعليقي قد أحرجه، قلت له: "انسى ما قلت… أعطني واحدة فقط، إن كنت واثقًا بجودتها."

وفي تلك اللحظة، كان هناك رجل طويل القامة يقف بجانبي، أطول من سقف المحل، وأطول من صبري على المشاهد الغريبة.

كان يراقب الموقف بصمت، كأن نظراته تقول: "هذه لقطة… وفلوسها كتير." ربما كان يتوقّع أن ألتفت إليه، أو أعلّق، لكني لم أفعل. أنا لا ألتفت إلا حين أرغب… ولا أنظر لمن يراني "عرضًا مغريًا".

مشيت بعدها وكأن شيئًا لم يكن، سوى أنني عدت إلى البيت… بكريمٍ مرطّب، ونظرة لم تصل.

SouadWriter#



تعليقات