مشاركة مميزة

الحنين - خواطر ولحظات وعي

  ✦ الحنين ✦ الحنين شعور غريب، يجمع بين الدفء والوجع، بين ابتسامةٍ خفية ودمعةٍ تسقط بلا استئذان. هو رحلة غير مرئية إلى الماضي، إلى أماكن وأشخاص وأوقات مضت، لكنها ما زالت حية في أعماقنا، كأنها لم تغادر قط. الحنين لا يحتاج إلى دعوة، يكفي أن تمر أغنية قديمة، أو رائحة عابرة، أو صورة باهتة، ليأخذنا على جناحيه ويعيدنا إلى لحظات حسبنا أننا نسيناها. لكنه يثبت لنا في كل مرة أننا لا ننسى، بل نخبئ الذكريات في زوايا القلب، وعندما يطرقها الحنين، تعود بكامل تفاصيلها. أحياناً، يكون الحنين أشبه بزيارة صديق قديم. يجلس معنا بلا كلام، فقط يحضر، فنبتسم لوجوده، حتى وإن كان يثقل صدورنا. وأحياناً أخرى يكون كعاصفة، تقتحمنا فجأة، فتجعل قلوبنا تضطرب، وأرواحنا تهتز، وتسيل دموعنا بلا وعي. الحنين لا يرحم. يضعنا في مواجهة مع صور لم تعد موجودة، مع أشخاص غابوا، مع أزمنة لن تعود. لكنه أيضاً يعلّمنا قيمة ما عشناه. لولا الحنين، لما عرفنا كم كانت لحظاتنا الماضية ثمينة، وكم أن الماضي رغم قسوته أحياناً، كان يحمل بين طياته جمالاً لا يتكرر. حين أحنّ، أكتشف أنني لا أحنّ فقط للأشخاص، بل أحنّ لنفسي القديمة. أشتا...

"حين يبنيني الألم... أؤمن بنفسي أكثر" – خواطر وعي

حين يبنيني الألم... أؤمن بنفسي أكثر

حين يبنيني الألم... أؤمن بنفسي أكثر

حين يبنيني الألم... أؤمن بنفسي أكثر

لم يكن الألم في يومٍ من الأيام عدوًا لي.
بل كان المُعلّم الأول، والدافع الخفي، والبوصلة التي قادتني في الطرقات المظلمة حين تاه كل شيء.
كنت أظنه جرحًا… فإذا به دواء.
وكنت أراه سقوطًا… فإذا به بداية صعود لا يشبه ما قبله.

في لحظات الانكسار، حين تنطفئ الأشياء من حولي،
أشعر أنني على حافة الضعف… ثم أكتشف فجأة:
أنني لست ضعيفة.
بل إن ما شعرتُ به من ألمٍ، كان هو الدافع لأنفض الغبار عني وأقف من جديد.

أؤمن بنفسي كلما شعرتُ بالألم.

وكأن كل وجعٍ هو جرس إنذارٍ يناديني:
"انهضي… لا تنسي من تكونين."
فالألم لا يكسرك إن واجهته، بل يصقل قلبك، ويهذب فكرك، ويوقظك من سباتٍ طويل.

تعلّمت أن المعاناة ليست نهاية، بل عبور نحو نسخةٍ أقوى من ذاتي.
في كل مرة شعرتُ بالضيق، شعرت بعده باتساعٍ في روحي.
وفي كل مرّة بكيت فيها بصمت، خرجت بعدها بصوتٍ أقوى، ونظرةٍ أكثر عمقًا.

لا أُخفي أنني تعبت… أنني شعرتُ بالعجز في محطات كثيرة،
لكنني اليوم أُدرك:
أن كل وجعٍ مرّ بي، كان يحمل رسالة.
كل ألمٍ احتضنني، علّمني درسًا لن أنساه.
وكل انكسار… لم يكن إلا نقطة تحوّل نحو الصعود.

حين نتأمل الألم بوعي...

فقط حين نتوقف عن مقاومة الألم، ونتأمله بوعي،
ندرك أنه لا يحمل في داخله الهلاك… بل يحمل البعث من جديد.

أؤمن بنفسي… كلما شعرت بالألم.

 #SouadWriter – خواطر وعي


تعليقات