مشاركة مميزة

الحنين - خواطر ولحظات وعي

  ✦ الحنين ✦ الحنين شعور غريب، يجمع بين الدفء والوجع، بين ابتسامةٍ خفية ودمعةٍ تسقط بلا استئذان. هو رحلة غير مرئية إلى الماضي، إلى أماكن وأشخاص وأوقات مضت، لكنها ما زالت حية في أعماقنا، كأنها لم تغادر قط. الحنين لا يحتاج إلى دعوة، يكفي أن تمر أغنية قديمة، أو رائحة عابرة، أو صورة باهتة، ليأخذنا على جناحيه ويعيدنا إلى لحظات حسبنا أننا نسيناها. لكنه يثبت لنا في كل مرة أننا لا ننسى، بل نخبئ الذكريات في زوايا القلب، وعندما يطرقها الحنين، تعود بكامل تفاصيلها. أحياناً، يكون الحنين أشبه بزيارة صديق قديم. يجلس معنا بلا كلام، فقط يحضر، فنبتسم لوجوده، حتى وإن كان يثقل صدورنا. وأحياناً أخرى يكون كعاصفة، تقتحمنا فجأة، فتجعل قلوبنا تضطرب، وأرواحنا تهتز، وتسيل دموعنا بلا وعي. الحنين لا يرحم. يضعنا في مواجهة مع صور لم تعد موجودة، مع أشخاص غابوا، مع أزمنة لن تعود. لكنه أيضاً يعلّمنا قيمة ما عشناه. لولا الحنين، لما عرفنا كم كانت لحظاتنا الماضية ثمينة، وكم أن الماضي رغم قسوته أحياناً، كان يحمل بين طياته جمالاً لا يتكرر. حين أحنّ، أكتشف أنني لا أحنّ فقط للأشخاص، بل أحنّ لنفسي القديمة. أشتا...

سرُّ النجاح: ثباتُ الطائر في قلبِ العاصفة – خواطر ولحظات وعي

 سرُّ النجاح: ثباتُ الطائر في قلبِ العاصفة – خواطر وعي

سر النجاح
سر النجاح

يظنُّ الكثيرون أن النجاح وليد الحظ، أو نتيجةٌ حتميةٌ لمن امتلكَ الوسائل والفرص. ولكن الحقيقةَ التي لا يدركها إلا القليل، أن سرَّ النجاح لا يكمن في الطريق الممهَّد، ولا في كثرة الموارد، بل في القدرة على الثبات حين يختلُّ كلُّ شيء من حولك، في تلك اللحظة التي تصرخ فيها الحياة بأعلى صوتها: “اختبرتك!”، فتردّ عليها بهدوء الطائر الذي يواجه العاصفة.


لطالما لفتني مشهدُ الطيور التي تحلِّق بثقةٍ رغم اشتداد الريح، تلك التي لا تنكفئ ولا تنكسر، بل تزيد من اتساع جناحيها، مستقبلةً العاصفة كما لو كانت فرصةً لتعلُّم الرقص في مهبِّها. وهل هناك أبلغ من هذا المشهد؟ طائرٌ صغير، لا يملك سوى ريشه وإصراره، ومع ذلك لا يتراجع. وكأنّه يقول: “لن تُسقطني الريحُ ما دمتُ أعرف كيف أطير.”


وهكذا تماماً هو الإنسان الناجح…

ذلك الذي لا يقف عند أول عثرة، ولا يُرهبه أولُ فشل، بل ينهض من كلِّ سقطةٍ بكرامة، ويبتسم رغم الخدوش، ويستمرّ رغم التعب. النجاح لا يعني غياب الصعوبات، بل يعني القدرة على الاستمرار برغم وجودها.


علمتني الحياة أن العاصفة لا تأتي لتعصف بك، بل لتُريك من أنت حقاً.

فإمّا أن تهرب وتضيع، أو تثبت وتُحلّق.

وأنا اخترت أن أكون كذاك الطائر…

ثابتة، شامخة، أعرف أن كلَّ ما يمرّ، سيمر.

وأن في داخلي ما يكفيني لأكمل، حتى وإن انطفأ الضوء من حولي.


النجاح؟

هو أن تظلّ واقفاً حين يجلس الجميع،

وتُكمل الطريق حين يتوقف الآخرون،

وتؤمن أن الطيران ليس جناحين فقط، بل قلبٌ لا يعرف الاستسلام

 #SouadWriter




تعليقات